الحب هو أجمل ما في الحياة، وأعذب ما فيها وبدونه وبدون لمساته الرقيقة التي يضفيها على حياتنا، تصبح معدومة الحس، والمعنى، جسد بلا روح، فالحب يأخذنا إلى عالم هادئ وبريء يسوده الود والوئام والألفة والأنس بالحبيب فما أجمله من عالم! ولكنه سيفقد رونقه وسحره إذا كان من أحببناه لا يبادلنا نفس المشاعر والأحاسيس.
فكم من فتاة دق قلبها بالحب، وراق لها محبوبها الذي سكن قلبها دون إستئذان، وكم من فتاة جرحها الحب بقدر ما أسعدها، وكم من إمرأة خذلها الحب بيد رجل أحبته، وتفانت في حبه، فالعيب يعترينا، ولا في الحب عيب على الإطلاق، فنحن من نحيي الحب، ونحن من نميته، ألا رفقا به أيها المحبين؟
إلى كل فتاة خذلها حبيبها، ومع ذلك لازال حبه هو النبض الأوحد لمشاعرها وإحساساتها، إلى متى ستظلين هكذا؟ .. تحبين من لا يحبك، وتقدرين من لا يقدرك، وتفكرين في من لا يفكر في أمرك، ولا إسعادك، هل هانت عليك نفسك؟ هل ستقبلين لها الذل والمهانة بسبب من نبض القلب بحبه؟
أعلم ما للحب من تأثير، وأعي جيدا سلطانه على القلوب، ولكن الحب يقتله الأنانية، والجحود، فالحب عطاء متبادل، وتضحية ومشاركة كل حبيب لحبيبه في كل الأمور، هو تلاحم روحين معا، وهذا ما يزيده حلاوة، ولكن في حالتك أنت وفي إستمرارك في حبه، لن تجني ثمار الحب اللذيذة، الممتعة، ولن يتبقى لك إلا الأنين وأشواك جاراحة تؤلم قلبك وتجرح مشاعرك في كل وقت مر عليك ولازال حبيبك في قلبك وفكرك وعقلك.
تصرخين وتقولين "أحبه رغما عني" ولكن ما الفائدة وقد يكون قلبه قد مال لأخرى، وقد إختارها لتتربع على قلبه، ولتتذوق لذة الحب، والرومانسية معه، إختارها هي بدلا منك ليتزوج بها ويبني لها العش الهادئ، إختارها ليسعدها، ولتكون أما لأطفاله، فهل سترضين أن تصبحي أسيرة لهذا الحب؟
غاليتي الرقيقة تعلمي حب من يحبك وينبض قلبه بحبك أولا، فهذا هو الشخص الجدير بك، فقد أحبك، والحب يحدث المعجزات، وسيفعل المستحيل من أجلك أنت، وسيؤنس وحدتك، وستنعمين بلحظات سعيدة معه، فإذا دق بابك شاب يحبك وتشعرين تجاهه بقبول وإرتياح إياكي أن تترددي، فسيكون أكثر الرجال قدرة على إسعادك، وستبادلينه هذا الحب طالما توافر القبول والإرتياح.
وأخيرا أسمى معاني الحب أن تحبي تفسك أولا، وأن تحفظي لها كرامتها وكبريائها، فالحب والكرامة لا يفترقان، ولا يمكن أبدا أن يحيا الحب بدون الكرامة، وكرامتك لن تحيا أبدا بحب من طرف واحد لن يجني لك إلا الحزن واليأس والشقاء، فاحبي نفسك أولا.
إعداد:
ريهام كامل
source مجلة هي http://ift.tt/1Q1wLps
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire