لا يمكننا الحديث عن فضائل شهر رمضان من دون أن نذكر خطبة الرسول الشهيرة التي قال فيها: "أيها الناس إنه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله... فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم".
إذا، فلهذا الشهر الكريم أسرار روحانية تعجز الكلمات عن وصفها وعدها بحسب ما جاءنا من السور الواردة في الكتاب المبين والأحاديث النبوية، فما أفضل الأعمال فيه لفتح أبواب الخير؟
- الدعاء: قال الله تعالى في كتابه المبين:"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". فالدعاء من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وتركه هو استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار..فكيف اذا كان الدعاء في هذا الشهر الفضيل الذي كل أيامه تفيض بالرحمة والخير والبركة.
كما ان الاحاديث النبوية تذكر لنا فضل الدعاء في شهر رمضان حيث يقول الرسول (ص) في فضل شهر رمضان (أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب)، وبالتالي فإن الدعاء في هذا الشهر له أسرار عظيمة وثمرات جليلة بحسب الأحاديث النبوية.
- محاسن الصدقات: الصدقة في بعض الأوقات أفضل منها في غيرها كما تخبرنا الاحاديث النبوية الشريفة، كالصدقة في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات ويمحو الله فيه السيئات والذنوب والخطايا.
ومن الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل الصدقة (اتقوا النار ولو بشق تمرة), (إن صدقة السر تطفىء غضب الرب)، (الصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار)، ( داووا مرضاكم بالصدقة )، ( ما نقصت صدقة من مال )..فكل هذه الامور من اطفاء غضب الرب الى تمحية الخطيئة الى البركة في المال ومداوة المرضى اضافة الى اسرار لا تعد ولا تحصى...يحصل عليها العبد عبر الصدقة..فكيف إن كان مفعول الصدقة مضاعفا في شهر رمضان؟
كفالة الأيتام: كان الرسول "ص" أرحم الناس باليتيم وأشفقهم عليه حتى قال :(أنا وكافل اليتيم في الجنة)، أي ان كافل اليتيم ينعم بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فمن من لا يتوق الى هذا الأمر؟، وبالتالي فإن كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية.
ويقول الله عزّ وجل في بيان الفئات التي ينبغي للمرء أن يركز عليها في الإنفاق: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
إستغلي هذه الأيام المباركة، وكثفي من أعمال الخير التي ترتد عليك خيرا وبركة في الدنيا، وتضاعف الحسنات وتشفع لك في الآخرة.
إعداد:
إحسان علّوه
source مجلة هي http://ift.tt/1C4lTEQ
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire