جرت العادة قبل موعد الزفاف وإتمام الزواج أن يقوم الجميع بتوصية العروس بزوجها، وحياتها الجديدة، فتنهال عليها التوصيات من القريب والبعيد وكلها تصب في مصلحة الرجل، فالجميع يوصيها بحسن معاملته وطاعته، والعمل على راحته، وكتم الأسرار والحفاظ على ماله إلى غير ذلك من الوصايا المحفوظة عن ظهر قلب لكل فتاة في عمر الزواج.. ولكن إذا كان الجميع يقوم بتوصية العروس .. فمن يوصي العريس؟
الحياة الزوجية ليست إمرأة فقط
لا يوجد إعتراض أبدا على توصية العروس قبل زفافها، ولكن ليس من الإنصاف أن ينصب تركيز الجميع على توصية المرأة، دون الإهتمام بتوصية الرجل وهما على مقربة من تكوين أسرة وكيان مستقل لهما، كما أن ذلك لن يكون في صالحهما، فالحياة الزوجية ليست إمرأة فقط، فالرجل أيضا أحد أهم أطرافها، لذلك وجب على الجميع وخاصة المقربين له، بتوجيه نصائح له وتوصيته بالمحافظة على إمرأته وزوجته وحسن معاملتها وتقديرها، وعدم جرح مشاعرها، وأن يكون لها أبا وأما وأخا وصديقا حتى يملك قلبها وكيانها وأن يخلص لها ولا يقسو عليها أبدا، ففي هذه الحالة يحدث التكافؤ وتسير الحياة الزوجية في طريقها السليم طريق النجاح بفضل فهم الطرفين لحياتهما الجديدة، ومعرفة كل طرف لما عليه من واجبات وم اله من حقوق.
أين والدة العريس؟
في كثير من الزيجات نجد والدة العريس منشغلة بمخاوف كثيرة أولها أن ابنها على وشك أن تسرقه فتاة وأم أخرى، وهذا الشعور يسيطر على أغلب الأمهات، والعجب كل العجب لهن فقد تزوجن هن الأخريات من رجال كان لهم أمهات أيضا! فنجد الأم رغم سعادتها لزفاف ابنها إلا أنها تفكر في أمور قد استعجلت الإنشغال بها، فأين هي من وصايته؟ ولماذا لا نرى هذا النموذج من الأمهات اللاتي يحرصن على توصية أبنائهن، فما المانع من أن تقوم كل أم بتوصية ابنها الذي صار شابا ورجلا، وأوشك أن يكون زوجا، وسيكون أبا في القريب العاجل، فما أجملها إن فعلت وأوصته بإمرأته وزوجته، وأطلعته على ما أقره الله تعالى من حقوق للمرأة والزوجة، وأفهمته أن الرجل أساس الأسرة السعيدة، فبحكم أنها أنثى ستستطيع أن تطلعه على خبايا كثيرة للنساء، ما يسعدها وما يبكيها، وكيف للكلمة الطيبة أن تفتح بابا للعشق لا يغلق أبدا.
والد العريس
لا يقل دوره عن دور الأم، فعليه أن يقدم لابنه المفاهيم الصحيحة للرجولة، وكيف له أن يصبح رجلا بمعنى الكلمة، وكيف يكون محتويا لإمرأته وزوجته، محافظا على كرامتها، محسنا لعشرتها، ساعيا لإسعادها، قائما بجميع مسؤولياته تجاهها وتجاه أسرته الجديدة على أكمل وجه.
وبعد كل ما سبق وجب على الجميع أن يهتم بتوصية العريس أيضا، حتى تتضح الأمور له من البداية، خاصة وأن كثير من الرجال يعتقدن أن المرأة خلقت لإرضاء الرجل ولراحته فقط دون الإهتمام بها وبمشاعرها، فليست النساء وحدهن من بحاجة إلى التوصية، فالحياة الزوجية تحتاج إلى جهد متواصل من الطرفين لتستمر بمنتهى السعادة والرضا، فلا يمكن أن تنجح علاقة بنيت على ظلم أحد أطرافها.
إعداد:
ريهام كامل
source مجلة هي http://ift.tt/1WuZDcZ
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire