تبارد إلى ذهني هذا السؤال عندما اضطر أحد أقربائي للخضوع لعملية قلب مفتوح نتيجة مشاكل في القلب، بالرغم من أنه في أوائل الخمسينيات وليس مدخناً ولا يتناول الكافيين أو الكحوليات ويتبَع نظاماً حياتياً صحياً. لكن والده اضطر لإجراء ذات العملية قبل سنوات ماضية، ما يطرح السؤال: هل يكون انسداد الشرايين التاجية وراثياً؟ وإن لم يكن كذلك فما الذي يُسبَب انسداد هذه الشرايين وما السبيل للوقاية منها.
عن هذه الأسئلة يجبينا د. شريف محمد البردسي، إختصاصي أمراض القلب في مستشفى زليخة بالشارقة.
نبدأ أولاً بتعريف إنسداد الشرايين التاجية
الشرايين التاجية هي شبكةٌ من الشرايين تحيط بالقلب، وهي مسؤولةٌ عن تغذية عضلة القلب. مرض انسداد الشرايين التاجية يحدث نتيجةً للترسبات الدهنية على جدار هذه الشرايين مما يؤدي إلى تضييقها وانسدادها تدريجياً، وبالتالي نقص التزويد لعضلة القلب.
يعاني المريض المصاب بهذا المرض من ألام متكررة في الصدر عند بذل مجهود بدني أو ذهني وفي بعض الأحيان يضطر المريض إلى التوقف والإستراحة قليلاً حتى تزول هذه الآلام، ومن ثم يتابع المجهود مثل المشي أو صعود السلم.
هل يمكن أن يكون انسداد الشرايين التاجية وراثياً؟ وكم يمكن أن تبلغ نسبته؟
إنسداد الشرايين التاجية قد يكون وراثياً، ولكن في أغلب الأحيان يكون نتيجةً لعوامل أخرى اذا كانت موجودة بالمريض تزيد من نسبة حدوث مرض انسداد الشرايين التاجية ومدى الخطورة وهي: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون بالدم، كما أن هناك عادات أحرى مرتبطة بحدوث هذا المرض مثل التدخين.
تتراوح نسبة انسداد الشرايين التاجية من 60% وهو الحد الأدنى لحدوث الأعراض وحتى 100% من التجويف الداخلي للشريان التاجي.
في حال كان انسداد الشرايين التاجية وراثياً، هل يجب على كافة أفراد العائلة إجراء فحوصات معينة لتبيان إصابتهم بهذا المرض أيضاً؟ وما هي هذه الفحوصات؟
يجيب د. البردسي: العامل الوراثي قد يكون موجوداً، وفي هذه الحالات تزيد نسب الإصابة بالمرض في سن مبكرة. لذا في حال كان هناك تاريخٌ للمرض في العائلة بالإصابة المبكرة بانسداد الشرايين التاجية وخصوصاً في الأقارب من الدرجة الأولى، فيُفضل عمل فحوصات لباقي أفراد العائلة وتكون هذه الفحوصات عبارةً عن تحاليل دم لمعرفة نسبة الدهون، بالإضافة للقيام ببعض الفحوصات القلبية غير النافذة مثل الموجات الصوتية على عضلة القلب ورسم القلب بالمجهود.
هل يساعد الكشف المبكر على علاج انسداد الأوعية الدموية؟ وهل تنتفي الحاجة لعملية جراحية؟
يؤكد د. البردسي أن الكشف المبكر عن هذا المرض يقلَل من خطورته ويساعد على نجاح العلاج سواء الدوائي أو بالقسطرة القلبية.
لكن بطبيعة الحال الوقاية هي أنسب علاج، وفي هذه الحالة تكون بالإمتناع عن التدخين وأكل المواد الغذائية ذات الدهون العالية، كما ينصح بممارسة الرياضة بشكل مستمر.
وبالنسبة لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم فلا بد من المحافظة على مستويات طبيعية للسكر وضغط الدم مع أخذ العلاج والمتابعة باستمرار.
إعداد:
جمانة الصباغ
source مجلة هي http://ift.tt/1JEZOJw